تاريخ السيارات في مصر


تعددت وسائل النقل في مصر، حيث كانت تقتصر في بادئ الأمر على الحمير والخيول والعربة الكارو، الأمر الذي تطور فيما بعد ليظهر لنا الحنتور، وكان للحمير مواقف معينة يذهب إليها من يرغب في استئجارها، كما كان كل منها يحمل لوحات معدنية عليها رقمه مثل حمار رقم (كذا) تعلق على جانب السرج.
واليكم تطور ظهور السيارات في مصر
دايون بوتون
ومن المرجح أن دخول أول سيارة إلى مصر، كانت في أواخر عهد الخديو توفيق، وبالأدق في عام 1890، كما ظهرت «بانار ليفاسور» الفرنسية 1982، وكانت من أشهر مقتنيها الخديو عباس حلمي الثاني، وكان يستخدمها في البداية للترفيه فقط وليس التنقل، كما استقدم «الأمير حسن» أحد أفراد الأسرة الخديوة سيارة فرنسية «دايون بوتون»، والتي تعمل بالبخار، إلى مصر بهدف استخدامها في الترفيه والمغامرة كما قام برحلة بسيارته البخارية من القاهرة إلى الإسكندرية بصحبة اثنين من أصدقائه عام 1904، ولم تتجاوز السرعة القصوى للسيارة أكثر من 20 كيلو مترا في الساعة، كما استغرقت الرحلة أكثر من عشر ساعات، مما تسبب في إرهاق الأمير
عفريت المصريين
يضاف إلى ذلك أن هذه السيارة اضطرت إلى السير وسط الحقول لعدم وجود طرق صالحة لسير السيارات في ذلك الوقت مما أتلف المزروعات وقتل عددا كبيرا من الخراف والماعز والماشية، كل ذلك أثار حنق الفلاحين تجاه هذا الاختراع الجديد الذي رأوه لأول مرة، والذي أطلقوا عليه «عفريت»، معتقدين أنه يجره الشياطين، ومع نهاية عام 1905 كانت القاهرة تحتوي على 110 سيارة، والإسكندرية على 56 أخرى، رغم عدم وجود طرق تربط المحافظات المصرية وقتها تصلح للسيارات وكانت قيادة السيارات محفوفة بالمخاطر؛ لعدم وجود إشارات مرور حينها، ولكن بتزايد أعدادها أصدر المحافظ قرارًا بمنع قيادتها بسرعة لا تزيد على عشرين كيلو مترا في الساعة في شوارع المحروسة، وكانت الرخصة في تلك الأوقات تكلف نحو 10 قروش سنويا
يونيك الفرنسية 1907
ولإنعاش السياحة عام 1907، اقترحت الغرفة التجارية الفرنسية أن تقوم مصر بالاستثمار في قطاع إنشاء الطرق وخصوصًا الطريق الذي يربط بين القاهرة والإسكندرية، لتسهيل حركة السياحة بين المدينتين وسهولة تنقل السياح الأجانب وقتها، وبالفعل تم تأسيس أول شركة للتاكسي في الإسكندرية سنة 1907 وكانت تحتوي على 8 سيارات فرنسية ماركة يونيك
باكارد الألمانية وجراف
كما كان أول مركز لخدمة للسيارت تابعًا لشركة القاهرة للسيارات، والتي كانت في السابق تعمل في مجال الدراجات، ولكن مع الأزمة الاقتصادية 1907 - 1908، لم تصمد الشركة وتم الاستحواذ عليها من قبل الشركة الشرقية للنقل والمواصلات والتي كان يمتلكها ستة رجال إنجليز، وكانت ماركة «باكارد» الأمريكية، ماركة السيارات الفارهة والفخمة منذ 1907 في مصر، وهي إحدى مقتنيات الملك فاروق في شبابه، فضلًا عن غرامه بالسيارة «المرسيدس»، ثم ظهرت ماركة «جراف وشتيفت» الألمانية، وكانت من أرقى السيارات حينها، وامتلكها نبلاء وتجار كبار منذ 1909، علاوةً على ظهور ماركة السيارة «فورد»، والتي كان يقودها النبلاء
مسابقة أبطأ سيارة
وفي عام،1924 تم تأسيس نادي السيارات الملكي في مصر، وفي أغسطس 1925 تم انطلاق أولى مسابقات السيارت في مصر منطقة «سان ستيفانو»، وكان فيهم مسابقة لأبطأ سيارة، كان التراك طوله 15 متر والفايز هو الذي يصل آخر واحد لخط النهاية، ثم وكان افتتحت شركة جنرال موتورز لمقرها الأول في الإسكندرية في 28 سبتمبر من عام 1926م
فولكس فاجن الألمانية
وتوالت ظهور ماركات أحدث للسيارات، والتي كان يتم الترويج عنها في إعلانات، حيث في عام 1952، ظهرت «فولكس فاجن» الألمانية، وكانت السيارة المثالية في ذلك الوقت، بتبريد هوائي وبدون ريدياتير، وبعجل لا يغوص بقوة 12 حصان، كما وصفتها الإعلانات، علاوة على ذلك ظهرت إعلانات ذلك الوقت تصف قائد تلك السيارات بعدم قدرته على إزالة يده عنها، مشبهة ذلك بلمسة النساء، حيث كانت لأول مرة تظهر المرأة في الإعلانات، كما ظهرت سيارة«الشيفروليه»، حينئذ، وكانت أغلى السيارات إذا يتراوح سعرها من 147، إلى 240 جنيه
احتفال النجوم
وفي عام 1959، ظهرت سيارات «دودوج»، والتي كان يروج لها في الإعلانات بـ«عروس السيارات»، بينما في عام 1970، احتفل نجوم مصر مثل فؤاد المهندس وصلاح ذو الفقار وسميحة أيوب، مع شركة النصر، بتسليم الدفعة الأولى من السيارات الأكثر نحاحًا مع الشعب المصر، والتي مازالت تجري في شوارعنا حتى الآن، وهما السيارة «فيات 128»، «النصر128»، إلى أن ظهرت «فيات131»، وتوالت السيارات في تطورها لما نعاصره اليوم، ولكنها لم تتطور وحدها حيث لاحقها اللوحات المعدنية أيضًا

*(المصدر: جريدة فيتو الاخبارية)*
***

مواضيع ذات صلة

Post a Comment

أحدث أقدم